هل الاعتقاد بالجحيم عفا عليه الزمن؟
السؤال:
لمَ ينبغي على المسيحيين اليوم أن يستمروا في اعتقادهم بوجود الجحيم؟
الإجابة:
لمَ ينبغي على المسيحيين اليوم أن يستمروا في اعتقادهم بوجود الجحيم؟ إن نظرنا إلى المسيح في الأناجيل، وإلى ما تحدث عنه بشأن الجحيم، نجد أنه تحدث في متى 8، ومتى 10، ومتى 13، وفي كل إنجيل من الأناجيل الأخرى، عن الجحيم. وقد تحدث عنه بطرق تصوره مكانًا مريعًا، إذ يذكر الدود الذي لا يموت، واللهيب المحرق. كما يذكر أيضًا الظلمة، التي يعد وجودها مناقضًا لوجود الحرارة الرهيبة والنار. لكننا نعتقد أن الظلمة تشير إلى الوحدة، والعزلة التامة في ذلك المكان. كما يتحدث المسيح عن الجحيم على أنه مكان أبدي. وفي متى 24 نقرأ أن الأبرار يذهبون إلى الحياة الأبدية، والأشرار إلى العقاب الأبدي. وكل هذا يبرهن على أن المسيح اعتبر الجحيم أمرًا هامًا للغاية ولهذا تحدث عنه بهذا الشكل المزعج. وعلى الرغم من كون الله محبة، إلا أنه تحدث بشكل مباشر للغاية عن الجحيم. ولا ينبغي أن أقول: "على الرغم من كونه إله محبة"، بل لكونه إله محبة تحدث عن الجحيم. الجحيم واقع حقيقي، وإن كنا نحب الناس لابد أن نخبرهم الحقيقة بشأن الجحيم. إننا لا نسدي أحدًا معروفًا بإنكارنا حقيقة وواقعية الجحيم. لكن إن كنا نحب الناس، سنخبرهم بالحق. فعلى سبيل المثال، حين نرى شخصًا ما ينزل في قارب إلى النهر، ونحن نعلم أن هذا النهر ينتهي بشلال، وهذا الشخص لا يرى الشلال عتيدًا أن يأتي؛ ففيما نحن واقفون على الشاطئ، نحتاج أن نصيح نحو هذا الشخص كي نلفت انتباهه، إن كان هذا ما يتطلبه الأمر. قد يبدو ما نفعله فظًا، لكن إن أحببت أحدًا، فستحذره بشأن كارثة وشيكة الحدوث. ولهذا أحب المسيح الناس بما يكفي لتحذيرهم من الجحيم.